ياسر أبو العلا – ولاد البلد:
هل فكرت من قبل أن تنشئ موقع لمدينتك أو قريتك علي الإنترنت، أعتقد أن
الأغلبية ستكون إجابتهم بـ"لا" لأنك لأن تنشئ شيء ما لمدينتك أو قريتك يجب
أن تكون "تحبها بجنون"، وفي عصر مثل الذي نعيشه عز حب الوطن علي الكثيرين
لما يفعله بنا حكام هذا الوطن بشكل جعل حلم الكثيرون من أبناءه الهروب إلى
الخارج.
ولكن وسط كل هذا تمكنت مجموعة من الشباب الذين يحبون قريتهم بالدخول بها
في عالم الإنترنت الفسيح، حيث قرر مجموعة من شباب قرية "ناهيا" بمحافظة
الجيزة من أن ينشئوا موقعا لقريتهم على شبكة الإنترنت ليصبح أول موقع
لقرية مصرية على الشبكة العنكبوتية.
ويتميز الموقع بالطابع الريفي الذي يميز القرية التي تعتبر واحدة من أشهر
قرى محافظة الجيزة، فمنها خرج الدكتور عصام العريان القيادي في جماعة
الإخوان المسلمين، وعبود الزمر أحد المتهمين بقتل السادات، وكذلك أحمد
ناصر المحامى المعروف وأحد أعوان الدكتور نعمان جمعة في حملته على حزب
الوفد والتي راح ضحيتها عدد من الجرحى والمصابين، كما تنتمي إلى القرية
فريدة الزمر رئيسة التليفزيون المصري.جريدة.. ورقية.
كانت
البداية مع رغبة مجموعة من مثقفي القرية في إصدار مجلة ورقية، تنشر فيها
إبداعاتهم الأدبية إلى أن تطورت الفكرة عن طريق رئيس تحرير الموقع جمال
الدروانى الذي كان يبحث على الإنترنت فاكتشف أن أحدى الشركات تطرح مساحة
مجانية على الإنترنت لمن يريد أن يقوم بعمل موقع شخصي ثم تفاعلت الفكرة في
ذهنه فقرر أن يحول الموقع الشخصي إلى موقع لقريته كلها، وهذا ما حدث
بالفعل.
ولما كان إقامة موقع للقرية، يحتاج إلى تضافر جهود أكثر من شخص، فقام بعرض
الفكرة على أصدقائه من الشباب الإعلاميين في القرية فوافقوا على الفور في
دعم الفكرة، وبدئوا في عقد أكثر من جلسة عمل قبل الخروج بالعدد الأول من
المجلة الإلكترونية "ناهيا الغد".
أما عن الإطار العام الذي يسير عليه الموقع فيوضحه الدروانى بأنه يعني في
الأساس بالهموم الاجتماعية والثقافية للقرية، دون الخوض في المسائل
السياسية والخلافات العائلية، و تم اختصار الإطار العام في أربعة أهداف
هي، أولا: تعريف أهالي ناهيا بقريتهم سواء من الناحية التاريخية أو
الاجتماعية أو الثقافية. ثانيا: إيجاد نافذة ثقافية جديدة يعبر من خلالها
الموهوبون من أبناء القرية عن إبداعاتهم وآرائهم.
والهدف الثالث هو تعزيز روح المواطنة وتطوير العمل الأهلي في القرية،
والرابع والأخير هو تسليط الضوء على المشاكل والأمراض الاجتماعية في
القرية بهدف التصدي لها وعلاجها.
ويشدد على أن الموقع لا يمثل أي فئة أو جماعية سياسية أو دينية، "بحيث
نجمع كل شتات القرية في بوتقة واحدة تهدف إلى توحيد العمل الجماعي في
القرية تحت شعار " ناهيا الغد" دون السعي إلى تلميع فريق سياسي أو ديني
بعينه".جيوب.. الفريق
سألته
من يمول الموقع ماديا فقال الدروانى إن موقع ناهيا الغد تمويله يتم من
جيوب فريق العمل، مرجعا ذلك إلى التكلفة المادية البسيطة التي يحتاجها
الموقع والتي لم تتجاوز 300 جنيه هي ثمن المساحة والعنوان على الإنترنت..
أما تصميم الموقع والعمل الصحفي فهو إسهام مجاني من فريق العمل بالموقع
وباقي شباب القرية تعبيرا عن حبهم لقريتهم والرغبة في النهوض بها.
وعن استقبل أبناء ناهيا هذا الموقع على الإنترنت قال رئيس تحرير الموقع
"الحمد لله منذ بداية الفكرة وحتى الآن ودائما ما أسمع عبارات الترحيب من
الشباب وأهل القرية، بل إن الكثير منهم عرض حتى المساعدة المادية لكننا
رفضنا هذا الأمر منذ البداية، وكثير منهم كان دائما يرحب بالتعاون مع فريق
العمل بالمجلة، وهناك من قام بإرسال شكواه لعلها تجد من يسمعها".
كل هذا يؤشر بشكل أو بأخر إلى أن المجلة لها مصداقية كبيرة لدي قطاع واسع
من أبناء القرية، رغم أننا ما زلنا نخطو خطواتنا الأولى التي لم تتجاوز
بعد الأربعة أشهر منذ تدشين العدد الأول."
ويلفت رئيس التحرير إلى أن عدد زوار الموقع وان كان بسيطا إلا انه في تقدم
مستمر حيث بدا بنحو 350 زائرا وصل إلى أكثر من 1000 وهو وان كان عددا
محدودا مقارنة بالمواقع المعروفة، إلا أنه يعد معقولا ومقبولا في موقع
"ريفي" بحجم ناهيا الغد.
أما عن المشكلات التي يعانيها الموقع فلخصها رئيس تحريره في حاجته إلى
التوسعة في الوقت الذي لا يجد فيه الدعم المادي الذي يكفى للقيام بذلك،
فضلا عن بعض المشاكل في التصميم، وعدم التفرغ للعمل الصحفي فيه حيث يقتصر
العمل في الموقع في الوقت الحالي على رئيس التحرير إضافة إلى أحد الصحفيين
الآخرين نظرا لانشغال باقي فريق العمل.
مضيفا إلى ذلك أزمة الخوف التي تمنع عددا من أبناء القرية من التعامل مع
الموقع، ويفسر أسباب هذا الخوف بان بلدهم عاشت تحت الضغط الأمني لفترة
طويلة رسخت خوفا لدى أبنائها من الاشتراك في أي عمل يمكن أن يكون سببا
للمساءلة من أي جهة مهما كانت وهو الخوف الذي كان يتوقعه القائمون على
الموقع فأشاروا منذ البداية إلى أن موقعهم ليست له أي اتجاهات سياسية وانه
عبارة عن نافذة اجتماعية أدبية ترصد النابهين من أبناء القرية في كافة
المجالات.
هل فكرت من قبل أن تنشئ موقع لمدينتك أو قريتك علي الإنترنت، أعتقد أن
الأغلبية ستكون إجابتهم بـ"لا" لأنك لأن تنشئ شيء ما لمدينتك أو قريتك يجب
أن تكون "تحبها بجنون"، وفي عصر مثل الذي نعيشه عز حب الوطن علي الكثيرين
لما يفعله بنا حكام هذا الوطن بشكل جعل حلم الكثيرون من أبناءه الهروب إلى
الخارج.
ولكن وسط كل هذا تمكنت مجموعة من الشباب الذين يحبون قريتهم بالدخول بها
في عالم الإنترنت الفسيح، حيث قرر مجموعة من شباب قرية "ناهيا" بمحافظة
الجيزة من أن ينشئوا موقعا لقريتهم على شبكة الإنترنت ليصبح أول موقع
لقرية مصرية على الشبكة العنكبوتية.
ويتميز الموقع بالطابع الريفي الذي يميز القرية التي تعتبر واحدة من أشهر
قرى محافظة الجيزة، فمنها خرج الدكتور عصام العريان القيادي في جماعة
الإخوان المسلمين، وعبود الزمر أحد المتهمين بقتل السادات، وكذلك أحمد
ناصر المحامى المعروف وأحد أعوان الدكتور نعمان جمعة في حملته على حزب
الوفد والتي راح ضحيتها عدد من الجرحى والمصابين، كما تنتمي إلى القرية
فريدة الزمر رئيسة التليفزيون المصري.جريدة.. ورقية.
كانت
البداية مع رغبة مجموعة من مثقفي القرية في إصدار مجلة ورقية، تنشر فيها
إبداعاتهم الأدبية إلى أن تطورت الفكرة عن طريق رئيس تحرير الموقع جمال
الدروانى الذي كان يبحث على الإنترنت فاكتشف أن أحدى الشركات تطرح مساحة
مجانية على الإنترنت لمن يريد أن يقوم بعمل موقع شخصي ثم تفاعلت الفكرة في
ذهنه فقرر أن يحول الموقع الشخصي إلى موقع لقريته كلها، وهذا ما حدث
بالفعل.
ولما كان إقامة موقع للقرية، يحتاج إلى تضافر جهود أكثر من شخص، فقام بعرض
الفكرة على أصدقائه من الشباب الإعلاميين في القرية فوافقوا على الفور في
دعم الفكرة، وبدئوا في عقد أكثر من جلسة عمل قبل الخروج بالعدد الأول من
المجلة الإلكترونية "ناهيا الغد".
أما عن الإطار العام الذي يسير عليه الموقع فيوضحه الدروانى بأنه يعني في
الأساس بالهموم الاجتماعية والثقافية للقرية، دون الخوض في المسائل
السياسية والخلافات العائلية، و تم اختصار الإطار العام في أربعة أهداف
هي، أولا: تعريف أهالي ناهيا بقريتهم سواء من الناحية التاريخية أو
الاجتماعية أو الثقافية. ثانيا: إيجاد نافذة ثقافية جديدة يعبر من خلالها
الموهوبون من أبناء القرية عن إبداعاتهم وآرائهم.
والهدف الثالث هو تعزيز روح المواطنة وتطوير العمل الأهلي في القرية،
والرابع والأخير هو تسليط الضوء على المشاكل والأمراض الاجتماعية في
القرية بهدف التصدي لها وعلاجها.
ويشدد على أن الموقع لا يمثل أي فئة أو جماعية سياسية أو دينية، "بحيث
نجمع كل شتات القرية في بوتقة واحدة تهدف إلى توحيد العمل الجماعي في
القرية تحت شعار " ناهيا الغد" دون السعي إلى تلميع فريق سياسي أو ديني
بعينه".جيوب.. الفريق
سألته
من يمول الموقع ماديا فقال الدروانى إن موقع ناهيا الغد تمويله يتم من
جيوب فريق العمل، مرجعا ذلك إلى التكلفة المادية البسيطة التي يحتاجها
الموقع والتي لم تتجاوز 300 جنيه هي ثمن المساحة والعنوان على الإنترنت..
أما تصميم الموقع والعمل الصحفي فهو إسهام مجاني من فريق العمل بالموقع
وباقي شباب القرية تعبيرا عن حبهم لقريتهم والرغبة في النهوض بها.
وعن استقبل أبناء ناهيا هذا الموقع على الإنترنت قال رئيس تحرير الموقع
"الحمد لله منذ بداية الفكرة وحتى الآن ودائما ما أسمع عبارات الترحيب من
الشباب وأهل القرية، بل إن الكثير منهم عرض حتى المساعدة المادية لكننا
رفضنا هذا الأمر منذ البداية، وكثير منهم كان دائما يرحب بالتعاون مع فريق
العمل بالمجلة، وهناك من قام بإرسال شكواه لعلها تجد من يسمعها".
كل هذا يؤشر بشكل أو بأخر إلى أن المجلة لها مصداقية كبيرة لدي قطاع واسع
من أبناء القرية، رغم أننا ما زلنا نخطو خطواتنا الأولى التي لم تتجاوز
بعد الأربعة أشهر منذ تدشين العدد الأول."
ويلفت رئيس التحرير إلى أن عدد زوار الموقع وان كان بسيطا إلا انه في تقدم
مستمر حيث بدا بنحو 350 زائرا وصل إلى أكثر من 1000 وهو وان كان عددا
محدودا مقارنة بالمواقع المعروفة، إلا أنه يعد معقولا ومقبولا في موقع
"ريفي" بحجم ناهيا الغد.
أما عن المشكلات التي يعانيها الموقع فلخصها رئيس تحريره في حاجته إلى
التوسعة في الوقت الذي لا يجد فيه الدعم المادي الذي يكفى للقيام بذلك،
فضلا عن بعض المشاكل في التصميم، وعدم التفرغ للعمل الصحفي فيه حيث يقتصر
العمل في الموقع في الوقت الحالي على رئيس التحرير إضافة إلى أحد الصحفيين
الآخرين نظرا لانشغال باقي فريق العمل.
مضيفا إلى ذلك أزمة الخوف التي تمنع عددا من أبناء القرية من التعامل مع
الموقع، ويفسر أسباب هذا الخوف بان بلدهم عاشت تحت الضغط الأمني لفترة
طويلة رسخت خوفا لدى أبنائها من الاشتراك في أي عمل يمكن أن يكون سببا
للمساءلة من أي جهة مهما كانت وهو الخوف الذي كان يتوقعه القائمون على
الموقع فأشاروا منذ البداية إلى أن موقعهم ليست له أي اتجاهات سياسية وانه
عبارة عن نافذة اجتماعية أدبية ترصد النابهين من أبناء القرية في كافة
المجالات.